thebest مبدع نشيط
عدد المساهمات : 82 تاريخ التسجيل : 03/03/2010 الموقع : الجزائر
| موضوع: جمال خلقة النبي الجمعة مارس 05, 2010 3:58 pm | |
| يحسن بنا أن نتعرض لبعض شمائله الكريمة، لنشاهد من جمال خلقه ومكارم خلقه ما لم يحوه قط أحد من البشر قبله ولا بعده، ((فقد كان يمتاز من جمال خلقه وكمال خلقه بما لا يحيط بوصفه البيان، وكان من أثره أن القلوب فاضت بإجلاله، والرجال تفانوا في حياطته وإكباره، بما لا تعرف الدنيا لرجل غيره، فالذين عاشروه أحبوه إلى حد الهيام ولم يبالوا أن تندق أعناقهم ولا يخدش له ظفر...)) جمال خلقه وحسن هندامه أجمع كل من رأى رسول الله ( من المسلمين والكفار، والعرب والعجم، على وصفه بأجمل الصفات وأحسن النعوت، مما يدل على تبوئه على أعلى منزلة من الكمال البشري. النبي الكريم في ريشة علي بن أبي طالب: قال ( وهو ينعت رسول الله (: (لم يكن بالطويل الممغط، ولا بالقصير المتردد، وكان ربعة من القوم، ولم يكن بالجعد القطط، ولا بالسبط، وكان جعدا رجلا، ولم يكن بالمطهم، ولا بالمكلثم، وكان على الوجه تدوير، وكان أبيضا مشربا، أدعج العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتد، دقيق المسربة، أجرد ششن الكفين، والقدمين، إذا مشى تقلع كأنما يمشي من صبب، وإذا التفت التفت معا، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجود الناس كفا، وأجرأ الناس صدرا، وأصدق الناس لهجة، وأوفى الناس ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله. رسول الله في عيني أم معبد: قالت أم معبد عن رسول الله ( وهي تصفه لزوجها حين مر بخيمتها مهاجرا إلى المدينة: ظاهر الوضاءة أبلج(2) الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة(1)، ولم تزر به صلعة، وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشفاره وطف(2)، وفي صوته صحل(3)، وفي عنفه سطح، أحور، أكحل، أزج(4)، أقرن(5)، شديد سواد الشعر، إذا صمت علاه الوقار، وإن تكلم علاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنه وأحلاه من قريب، حلو المنطق، فضل، لا نزر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظمن يتحدرن، ربعة لا تقحمه عين من قصر، ولا تشنؤه من طول، غصن بين غصنين، فهو أنظر الثلاثة منظرا، وأحسنهم قدرا...(6). مقارنة بين الوصفين: لا ريب أن كلا من أم معبد وعلي بن أبي طالب ذكر ما شاهده من الجمال و الكمال في شخص رسول الله ( ، وهناك بين الوصفين اختلاف تنوع اقتضه اختلاف الواصفين وهاكم مقارنة لطيفة بين الوصفين: 1- إن وصف أم معبد لرسول الله ( لا يمت إلى أي معتقد ديني في رسول الله، حتى يقال أن وصفها له جاء من باب الغلو والإطراء الذي يحدث غالبا عندما يصف الإنسان من يقدسه من نبي أو رجل صالح، وعليه فإن موافقتها لما قاله علي بن أبي طالب في وصف الرسول ( يدل أيضا على أنه لم يكن مبالغا في ذكر محاسنه عليه الصلاة والسلام. 2- إن لكل من الرجال والنساء مقاييس قد تتحد وقد تختلف في اعتبار الجمال والكمال في الإنسان، ومع ذلك لم يذكر واحد منهما ما يدل على صفة غير مرغوبة في رسول الله (. 3- إن وصف أم معبد لرسول الله كان في أول لقاء له وهو في سفر خائفا يترقب، وجائع و عطشان، أضف إلى ذلك أنه في الثالث والخمسين من عمره، ولم يختلف وصفها إياه عن قول من عرفه شابا يافعا، مقيما بين أهله مطمئنا، مما يشهد على استواء أحواله في الحل والترحال، والخوف والأمن، والشباب والشيخوخة، نور على نور. حسن هندامه: كان رسول الله ( حسن الهندام وكامل الزينة ومرتب الأزرة، غير مفرط في تجمل، ولا مفرط في تقشف، بل كان كل أمره وسطا. وهذه بعض الصور الجميلة لهندامه بأبي هو وأمي: عنايته بشعره: فقد كان يرتب شعره ويعتني به (فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أرجل رسول الله وأنا حائض)(1)، وعنها رضي الله عنها أيضا قالت: (إن كان رسول الله ( ليحب التيمن في طهوره إذا تطهر، وفي ترجله إذا ترجل...)(2)، وذلك ليجمع بين جمال الظاهر والباطن، وبين رعاية حق الله في استعمال يمينه في المحترمات، وبين حق الخلق في الظهور أمامهم بشكل أنيق. صفة ثوبه: حيث كان له ذوقه الخاص في جنس الثياب وألوانها (فعن أم سلمة رضي الله عنها كان أحب الثياب إلى رسول الله يلبسه القميص)(1)، وعن أنس بن مالك قال: (كان أحب الثياب إلى رسول الله يلبسه الحبرة)(2) ، (وعن أبي جحيفة ( قال رأيت النبي وعليه حلة حمراء، كأني أنظر إلى بريق ساقيه)(3)، (وعن ابن عباس قال رسول الله ( عليكم بالبياض من الثياب ليلبسها أحيائكم، وكفنوا فيها موتاكم، فإنها من خير ثيابكم)(4). نوع نعله وخفه: فقد لبس منهما شتى الصناعات والماركات (فعن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النجاشي أهدى النبي ( خفين أسودين ساذجين فلبسهما، ثم توضأ ومسح عليهما)(5)، (وعن عيسى بن طهمان قال: أخرج إلينا أنس بن مالك نعلين جرداوين لهما قبالان، قال: فحدثني ثابت - بعد - عن أنس: أنهما نعلي النبي ()(1). نوع خاتمه: وكان للفضة حضورا في زيته وهندامه، غير أنها لم تطغه ( أو تلحقه في عداد المسرفين، وكان تزينه بها من جانب آخر يعكس حاجته إليه، (فعن بن عمر رضي الله عنهما أن النبي اتخذ خاتما من فضة وجعل فصه مما يلي كفه، ونقش فيه محمد رسول الله، ونهى أن ينقش أحد عليه...)(2). أخلاقه الكريمة: لقد جمع الله لرسول الله الكريم بين حسن الخلق وحسن الخلق، حيث يحبه كل من رآه، ويألفه كل من عاشره، وكفاه شرفا أن الله مدحه بحسن خلقه في القرآن الكريم، فقال سبحانه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4)، وقد تحدث صحابته الكرام عن أخلاقه الكريمة وشمائله الجليلة، فلنصغ إلى أحاديثهم عن: 1- كرمه: حيث بلغ من الجود والكرم ما أنسى العرب حاتم الطائي الذي كانوا يضربون به المثل في تلك الخصلة، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ما سئل رسول الله ( شيئا على الإسلام إلا أعطاه، سأله رجل فأعطاه غنما بين جبلين، فأتى الرجل قومه فقال لهم يا قوم اسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخاف الفاقة(1). 2- حلمه: المنقطع النظير، فقد جذبه يوما أعرابي جذبة شديدة حتى أثرت في صفحة عنقه، ( وقال: احمل لي على بعيري هذين من مال الله الذي عندك، فإنك لا تحمل لي من مالك ومال أبيك، فحلم عليه، ولم يزد أن قال: ((المال مال الله، وأنا عبده، ويقاد منك يا أعرابي ما فعلت بي)) فقال الأعرابي لا، فقال النبي ( ((لم؟)) قال: لأنك لا تكافئ السيئة بالسيئة، فضحك ( ، ثم أمر أن يحمل له على بعير شعير وعلى آخر تمر(1). 3- حيائه: الفطري الذي لم يحل بينه وبين الحق قط، روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري ( قال: كان رسول الله ( أشد حياء من البكر في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه(2). 4- مزاحه: الذي لم يخرجه عن طوره أو يخدش في فضله، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: استأذن أبو بكر على النبي ( فسمع صوت عائشة عاليا على رسول الله ( ، فلما دخل تناولها ليلطمها وقال: ألا أراك ترفعين صوتك على رسول الله، فجعل النبي يحجزه، وخرج أبو بكر مغضبا، فقال رسول الله ( حين خرج أبو بكر ((كيف رأيتني أنقذتك من الرجل؟)) فمكث أبو بكر أياما ثم استأذن على رسول الله ( فوجدهما قد اصطلحا، فقال لهما: أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما، فقال رسول الله ( (( قد فعلنا قد فعلنا))(3). 5- وفائه: الذي لم بفرق فيه بين الأحياء والأموات، فعن أنس بن مالك ( قال: كان النبي ( إذا أتي بهدية قال: ((اذهبوا بها إلى بيت فلانة فإنها كانت صديقة لخديجة، إنها كانت تحب خديجة)). المبحث الثالث: دالية حسان في مدح الرسول ورثائه كان لرسول الله ( مجموعة من الشعراء المجيدين، يجاهدون المشركين ببيانهم، ويذبون عن رسول الله، ويدافعون عن المسلمين، وكان دورهم في ذلك الزمن بمثابة دور وسائل الإعلام في عصرنا الحاضر، و أشعارهم هي مادة خصبة لعلماء السير والمغازي يستفيدون منها شمائل رسول الله، ومشاعر الصحابة ومواقفهم من الأحداث المختلفة، كما تعتبر مدرسة لرواد الأدب الإسلامي يستلهمون منها أغراض الشعر النبيلة، وأساليب اللغة السليمة، ومقياسا وأنموذجا يحتذي به الراشدون في مدح النبي دون غلو في حقه أو إطراء. وهذه الدالية الرائعة لحسان بن ثابت شاعر رسول الله المؤيد بروح القدس أهديها إلى كل مسلم غيور دمعت عيناه وآلم قلبه ما فعلت الصحف الدنمركية والنرويجية وغيرهما بشخص رسول الله ( ، إذ فيها من ذكر محاسنه وسوق شمائله ما يثلج قلب كل حبيب، ويغص حلق كل عنيد، يقول (: بطيبة رسم للرسول ومعهد منير وقد تعفوا الرسوم وتهمد ولا تمحي الآيات من دار حرمة بها منبر الهادي الذي كان يصعد وواضح آثار وباقي معالم وربع له فيه مصلى ومسجد بها حجرات كان ينزل وسطها من الله نور يستضاء ويوقد معارف لم تطمس على العهد آيها أتاها البلى فالآي منها تجدد عرفت بها رسم الرسول وعهده وقرا بها واراه في الترب ملحد ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت عيون ومثلاها من الجفن تسعد تذكرن آلاء الرسول وما أرى لها محصيا نفسي فنفسي تبلد مفجعة قد شفها فقد أحمد فظلت لآلاء الرسول تعدد وما بلغت من كل أمر عشيره ولكن لنفسي بعد ما توجد أطالت وقوفا تذرف العين جهدها على طلل القبر الذي فيه أحمد وبورك لحد منك ضم طيبا عليه بناء من صفيح منضد تهيل عليه الترب أيد و أعين عليه وقد غارت بذلك أسعد لقد غيبوا حلما وعلما ورحمة عشية علوه الثرى لا يوسد يبكون من تبكي السماوات يومه ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد وهل عدلت يوما رزية هالك رزية يوم مات فيه محمد تقطع فيه منزل الوحي عنهم وقد كان ذا نور يغور وينجد إمام لهم يهديهم الحق جاهدا معلم صدق إن يطيعوه يسعدوا عفو عن الزلات يقبل عذرهم وإن يحسنوا فالله بالخير أجود وإن ناب أمر لم يقوموا بحمله فمن عند ه تيسير ما يتشدد فبينا هم في نعمة الله بينهم دليل به نهج الطريقة يقصد عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى حريص على أن يستقيموا ويهتدوا عطوف عليهم لا يثني جناحه إلى كنف يحنوا عليهم ويمهد فبيناهم في ذلك النور إذ غدا إلى نورهم سهم من الموت مقصد وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعها لغيبة ما كانت من الوحي تعهد فأصبح محمودا إلى الله راجعا يبكيه حق المرسلات ويحمد...(1) بأبي أنت وأمي وروحي يا رسول الله | |
|