thebest مبدع نشيط
عدد المساهمات : 82 تاريخ التسجيل : 03/03/2010 الموقع : الجزائر
| موضوع: دعوة الاسلام *هداية ورحمة * الجمعة مارس 05, 2010 3:21 pm | |
| رسالة الإسلام ودعوة الرسول عليه الصلاة والسلام الذي كان ميلاده ايذاناً بزوال الظلم والشرك ومحو آثار الجاهلية، كانت هذه الرسالة وهذه الدعوة رحمة للعالمين، ومنار هداية للبشرية، وراية عدل ومساواة للخلق أجمعين، فانه لما شاءت ارادة الله تخليص العالم مما يعانيه من آلام واضطهاد وظلم وبطش وشرك ووثنية بعث محمد صلى الله عليه وسلم هادياً ومبشراً ورسولاً، وكان ذلك حينما بلغ سنه عليه السلام اربعين سنة. وأول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين اراد الله كرامته ورحمة العباد به الرؤيا الصادقة، لا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا في نومه الا جاءت كفلق الصبح. وحبب الله تعالى اليه الخلوة فلم يكن شيء أحب اليه من ان يخلو وحده. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اراده الله بكرامته وابتدأه بالنبوة، اذا خرج لحاجته ابعد حتى تحسر عنه البيوت ويفضي الى شعاب مكة وبطون اوديتها، فلا يمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر ولا شجر الا قال: السلام عليك يا رسول الله. قال فيلتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم حوله وعن يمينه وشماله وخلفه فلا يرى الا الشجر والحجارة. فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك يرى ويسمع ما شاء الله ان يمكث، ثم جاءه جبريل عليه السلام بما جاءه من كرامة الله وهو بحراء في شهر رمضان. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء من كل سنة شهرا، وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية. فكان عليه السلام يجاور ذلك الشهر من كل سنة يطعم من جاءه من المساكين فاذا قضى جواره من شهره ذلك كان اول ما يبدأ به اذا انصرف من جواره الكعبة، قبل ان يدخل بيته فيطوف بها سبعا او ما شاء الله من ذلك ثم يرجع الى بيته، حتى اذا كان الشهر الذي اراد الله تعالى به فيه ما اراد من كرامته من السنة التي بعث الله تعالى فيها، وذلك الشهر شهر رمضان خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حراء، كما كان يخرج لجواره ومعه اهله حتى اذا كانت الليلة التي اكرمه الله فيها برسالته ورحم العباد بها، جاءه جبريل عليه السلام بأمر الله تعالى. فابتدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتنزيل في شهر رمضان بقول الله عز وجل: «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان». ثم تتام الوحي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وللنبوة اثقال ومؤونة لا يحملها ولا يستطيع بها الا اهل القوة والعزم من الرسل بعون الله تعالى وتوفيقه لما يلقون من الناس وما يرد عليهم مما جاؤوا به عن الله سبحانه وتعالى. فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على امر الله على ما يلقى من قومه من الخلاف والاذى. وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ما أنعم به الله عليه وعلى العباد من النبوة ويدعو الى الاسلام سرا من يطمئن اليه من اهله.
الأوائل في الدعوة كان أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال وصلى معه وصدق بما جاءه من الله تعالى: علي بن ابي طالب رضوان الله وسلامه عليه، وهو يومئذ ابن عشر سنين، ثم اسلم زيد بن حارثة ثم اسلم ابو بكر رضي الله عنه، فلما اسلم ابو بكر اظهر اسلامه ودعا الى الله والى رسوله، ثم دخل الناس في الاسلام ارسالا من الرجال والنساء حتى فشا ذكر الاسلام بمكة وتحدث به. ثم ان الله عز وجل امر رسوله صلى الله عليه وسلم ان يصدع بما جاءه منه وان يبادي الناس بأمره وان يدعو اليه. وكان بين ما اخفى رسول الله صلى الله عليه وسلم امره واستتر به الى ان امره الله تعالى باظهار دينه ثلاث سنين من مبعثه، ثم قال تعالى له: فاصدع بما تؤمن وأعرض عن المشركين، وقال تعالى: وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين.
أولى المؤمنات كانت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها اول من آمن بالله وبرسوله وصدق بما جاء منه، فخفف الله بذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم، لا يسمع شيئاً مما يكرهه من رد عليه وتكذيب له، فيحزنه ذلك الا فرج الله عنه بها اذا رجع اليها، تثبته وتخفف عليه وتصدقه وتهون عليه امر الناس رحمها الله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت ان ابشر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب. والقصب هو اللؤلؤ المجوف. واتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أقرئ خديجة السلام من ربها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا خديجة هذا جبريل يقرئك السلام من ربك، فقالت خديجة: الله السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام.
| |
|